عدنا لإنتفاضة ذلك الصباح
لأول مرة تستسلم لآلامها وتبكى بحرقة..
..بكت وبكت
كإنه بكاء لكل العمر الذى مضى...
نظر اليها بإستهانة وخرج كأن شئ لم يحدث...
.تمالكت نفسها ..جففت دموعها وأخذت نفس عميق
كمخنوق يحاول الإستفاقة
أمسكت بالجريدة لعلها تجد ما يبعدها عن التفكير فى حالها..
شدها خبر صغير عن قيام رحلة لعروس البحر بالقطار هذا اليومي
ااه حلمها الصغير بالسفر بالقطار
لطالما طلبت وألحت عليه لتحقيق حلمها والسفر بالقطار
فهى تحب الطبيعة وتعشق ساعات السفر وكان رده المعتاد ..
.أنا ضد كل ماتحلمى به!!!
!تسارعت أنفاسهالم تدرى إلا وهى ترتدى ملابسها
وإختارت كل ألوانها الزاهية..
خرجت مسرعة ..
لا تفكير فى شئ هناك ما يتحكم بها .
.يشدها يساعد رجليها على الجرى
وصلت محطة القطار ولحقت بآخر حجز..
قال لها الموظف إسرعى فالقطار على وشك الإنطلاقأسرعت لتلحق بقطار حلمها المؤجل من سنينجرت إليه ...
لا بل طارت كفراشة تنجو بنفسها من الظلام لشعاع نور دافئ...
ركبت فى وسط زحام وأمواج من البشر .
.تخيلتهم زهور تحيط بها ...
تزفها لحلمهايا له من حظ جميل
تحققت أمنيتها فى مقعد بجوار النافذة
جلست وعلى وجهها إبتسامة الرضى أتت بجوارها سيدة عجوز تبسمت لها وجلست
تساءلت عن سبب وجود هذه العجوز فى الرحلة هل عانت مثلها حرمان الحلم وجاءت تحققه...
ممكن !!!
إستغرقت فى تفكير غريب..
.لماذا تحس أنها عادت لكل سنواتها الماضية
فى تلك اللحظةتذكرت أيام صباها ودراستها
ووعدها لنفسها بتأجيل كل شئ لبعد الدراسة حتى المشاعر نجحت فى تأجيلها
كانت تحتفظ بكل جميل لصاحب النصيب فقط
لكن خاب ظنها وضاع منها أجمل أيام عمرها وخسرت كل مشاعرها المخزنةأفاقت من تفكيرها.........
وجدت عيون تحملق فيها...
من هذا ..
ولماذا ينظر لها هكذا؟؟؟
رجل يقاربها العمر يجلس فى المقعد المقابل لها
خجلت من نفسها لأن عيناها تلاقت بنظراته
وضعت وجهها فى النافذة ترقب ما تحب اللون الأخضر
هو عشقها وجدته فى الحقول التى يمر بها القطار يحتضن أعينها وأشعة الشمس أدفأتها
أحست ببرد العمر يبتعد عنه
اتمتعت بلحظات صمتها مع نفسها
حتى قطع الصمت بسؤال
أجل سؤال
من صاحب النظرات المحملقة فيها..
أين كنتى من زمان؟؟؟
لماذا تأخرتى؟؟؟؟
صدمها السؤال..................
.نظرت إليه...
هل تعرفه ؟؟
إرسال تعليق
